يمكن أن يكون السفر لمسافات طويلة من وإلى الشرق الأوسط مغامرة مثيرة، ولاسيما وأن أفضل شركات الطيران والمطارات في المنطقة تشتهر بالفخامة وحسن الضيافة، ولكن الرحلة التي تزيد عن سبع ساعات يمكن أن تؤثر سلباً على الجسم لذا فهي تتطلب بعض التخطيط الذكي.
فيما يلي بعض النصائح لمساعدتك على السفر بشكل أكثر ذكاء وراحة خلال الرحلات الطويلة. بالإضافة إلى بعض الخيارات الفريدة للرحلات الطويلة التي توفرها شركات طيران في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

اختيار مقاعد استراتيجية
عند الحجز أو تسجيل الوصول، فكر في اختيار مقعدك. هل تريد النوم بأقل قدر من الإزعاج؟ اختر مقعدا بجوار النافذة حتى تتمكن من الاتكاء على الحائط ولكي تضمن ألا يصطدم بك المسافرون. أما إن كنت تفضل أن تكون بالقرب من الممر لذمان سهولة التمدد والذهاب إلى الحمام فعليك أن تحجز المقعد المجازر للممر. وإذا كنت طويل القامة، فحاول الحصول على مقعد عند صف خروج للحصول على مساحة إضافية لساقيك، فالعديد من شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تسمح بترقية مدفوعة لمكان المقعد عند الحجز.
حيلة المقعد الأوسط في مؤخرة الطائرة
جرّب حيلة الجلوس في مؤخرة الطائرة أو ما يُعرف بخدعة المقعد الأوسط التي انتشرت على تيك توك. فليس من المعتاد أن تكون الرحلات إلى الشرق الأوسط ممتلئة بالكامل، وإذا جلست في الجزء الخلفي، قد تجد مقاعد فارغة بجوارك. وربما يكون الانتظار لتكون من آخر من ينزل من الطائرة أمراً يستحق العناء إذا حصلت على صف كامل لتتمدد عليه!
كما أن بعض المسافرين يتعمدون اختيار مقعد في القسم الأوسط من الصفوف الخلفية على أمل أن تبقى المقاعد المحيطة غير محجوزة بكثافة، مما يمنحهم مساحة أكبر للاسترخاء. وبالطبع لا توجد ضمانات، لكن في بعض الأحيان تكون النتيجة مجزية.
الحجز باكراً
يمنحك الحجز المبكر بشكل عام مزيدا من الخيارات من المقاعد، فأفضل المقاعد، مثل مقاعد النافذة العلوية على طائرة طيران الإمارات A380 أو أزواج كيو سويت الوسطى للأزواج في قطر، يتم حجزها على الفور. استخدم أدوات مثل SeatGuru لرؤية خرائط المقاعد وقراءة تقييم المسافرين (على سبيل المثال، تجنب المقاعد بالقرب من المراحيض أو الصف الأخير إذا لم يكن قابلاً للإمالة).
في حال السفر كزوجين في الدرجة الاقتصادية، توفّر بعض الطائرات مقعدين بجوار النافذة في الأجزاء الخلفية (مثل طائرات 777 التابعة للخطوط القطرية أو بعض تصميمات 777 لدى طيران الإمارات)، وهي خيار مثالي يضمن خصوصية وراحة أكبر. باختصار، إن إجراء بحث بسيط واختيار المقاعد مبكراً يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في مستوى راحتك خلال الرحلات الطويلة.
الاستفادة من برامج الولاء
سواء كنت تسافر كثيراً أو من حين لآخر، فمن الذكاء أن تسجّل في برامج الولاء الخاصة بشركات الطيران في الشرق الأوسط قبل رحلتك. فالكثير منها يرتبط بتحالفات دولية كبرى أو بشراكات حصرية. على سبيل المثال، الخطوط الجوية القطرية عضو في تحالف oneworld، ما يعني أن أميال Qmiles أو Avios يمكن استخدامها مع شركات مثل الخطوط الجوية الأمريكية أو “بريتيش إيرويز”، بينما الخطوط السعودية عضو في تحالف SkyTeam.
تجميع الأميال في الرحلات الطويلة قد يمنحك لاحقاً ترقية لمقاعد درجة أعلى أو حتى رحلة مجانية. لكن الفائدة لا تقتصر على المستقبل؛ فالأعضاء غالباً يحصلون على مزايا فورية مثل خدمة مراسلة عبر الواي فاي مجاناً أو وزن إضافي للأمتعة. الانضمام مجاني وسهل، فقط أضف رقم عضويتك عند الحجز واستمتع بالمكافآت.

مجموعات وسائل الراحة التي تقدمها شركات السفر في المنطقة لا مثيل لها
إحدى مزايا السفر على متن رحلات طويلة مع شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي الإضافات المميزة التي يحصل عليها المسافرون، حتى في الدرجة الاقتصادية. ففي الرحلات الليلية أو المسافات الطويلة، تقدم العديد من شركات الطيران حقائب صغيرة مجانية تحتوي عادةً على مستلزمات مثل قناع للعينين، وجوارب، وفرشاة ومعجون أسنان، وسدادات أذن، وأحياناً محفظة صغيرة. لكن في المنطقة، غالباً ما تتجاوز هذه الحقائب التوقعات.
أما السفر على متن درجات البريميوم، فتزداد مستويات الفخامة في الرحلات الطويلة لتشمل منتجات عناية فاخرة، وملابس نوم مريحة، بل وحتى خدمات استحمام على متن الطائرة كما هو الحال في الدرجة الأولى لطائرات A380 التابعة لطيران الإمارات.
شرب الماء وتناول الطعام بانتظام
المناخ الصحراوي في الشرق الأوسط، إلى جانب جفاف هواء الطائرات، قد يسببان جفافاً شديداً للجسم، مما يزيد من حدة اضطراب الرحلات الطويلة (Jet Lag) والإرهاق. لذلك يُنصح بشرب الماء بانتظام طوال مدة الرحلة.
احرص على إحضار زجاجة ماء قابلة لإعادة الاستخدام وهي فارغة، لتملأها من نوافير المياه في المطار أو تطلب من طاقم الطائرة إعادة تعبئتها، حتى يتوافر لديك الماء باستمرار. وتجنب الإفراط في تناول الكافيين على متن الطائرة، واستبدله برشفات متكررة من الماء أو العصير للحفاظ على ترطيب الجسم.
من جهة ثانية، تناول طعاماً صحياً وخفيفاً. الإفراط في تناول الطعام سيجعلك تشعر بالانتفاخ وعدم الارتياح على المدى الطويل. إذا كنت عرضة لعسر الهضم ، فاحمل بعض الوجبات الخفيفة الصحية مثل المكسرات أو الفواكه المجففة لتناولها بدلا من الوجبات الثقيلة. تذكر أنه في بعض مطارات الترانزيت خلال شهر رمضان ، قد يكون لدى المطاعم خدمة نهارية محدودة ، لذا خطط لتوقيت الوجبات وفقا لذلك.
الحفاظ على ترطيب الجسم وتناوُل وجبات خفيفة وبكميات معتدلة سيساعدك على الشعور بحالة أفضل بكثير عند الهبوط والوصول إلى وجهتك.
اختيار شركة الطيران المناسبة أمر مهم للغاية
اختر شركة الطيران ذات السمعة المرموقة لضمان الراحة والجودة. فليست كل الرحلات الطويلة متماثلة، إذ تحتل شركات مثل طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية والاتحاد للطيران مراتب متقدمة باستمرار بين أفضل شركات الطيران في العالم من حيث الخدمة والراحة. فعلى سبيل المثال، حازت الخطوط الجوية القطرية على لقب أفضل شركة طيران في العالم لعام 2025.
تتميز هذه الشركات بطائرات حديثة، وقُمرات فسيحة، ومرافق راقية. واختيار شركة من ضمن شركات الطيران الكبرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد يجعل حتى الرحلة الممتدة لـ 12 ساعة أكثر سلاسة، بفضل ما تقدمه من ترفيه متطور، ووجبات عالية الجودة، وضيافة استثنائية.
رياضة التمدد أساسية

الرحلات الطويلة تعني الجلوس لفترات طويلة، ما قد يؤثر سلباً على الدورة الدموية والعضلات. لذا فمن المهم أن تحرص على القيام بتمارين التمدد والمشي بشكل دوري أثناء الرحلة. كل بضع ساعات (عندما يكون الممر خالياً)، انهض وقم بجولة قصيرة ذهاباً وإياباً في المقصورة.
كما أن أداء بعض تمارين التمدد البسيطة بجوار مقعدك، مثل تدوير الكاحلين، وتمارين تمدد الرقبة، ورفع الذراعين إلى الأعلى، يساعد على الوقاية من آلام ما بعد الرحلة، ويقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالجلطات الدموية.
التخطيط المسبق لمناطقك الزمنية
قد يشكل اضطراب الرحلات الجوية الطويلة (Jet Lag) تحدياً حقيقياً على متن خطوط الطيران في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة عند عبور عدة مناطق زمنية، وهو ما قد يؤثر على خطط رحلتك. وللتغلب عليه، يقوم المسافرون الدائمون بتعديل جداولهم تدريجياً قبل موعد الرحلة. فقبل أيام قليلة من السفر، حاول تغيير أوقات النوم والوجبات لتقترب قدر الإمكان من توقيت وجهتك (حتى ولو بساعة واحدة يومياً، فهذا يُحدث فرقاً).
أما القاعدة العامة فهي: إذا كنت مسافراً في رحلة ليلية فمن الأفضل أن تصل إلى المطار وأنت تشعر بالتعب لتتمكن من النوم على متن الطائرة. أما إذا كانت الرحلة خلال النهار، فاحرص على أن تكون مرتاحاً جيداً قبل السفر حتى لا تتعب أثناء الرحلة.
الرحلات الطويلة هي مزيج من فن وعلم، ويكمن السر في التخطيط المسبق قدر الإمكان. فقط تذكّر أن تستفيد من جميع خدمات الضيافة التي تقدمها شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتجعل من رحلتك الطويلة تجربة مريحة وممتعة إلى أقصى حد.
