وفقا لتقرير تريب أدفايزر العالمي لعام 2025، قفز جامع الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي إلى المركز الثامن بين أكثر المعالم المذهلة في العالم، حيث ارتفع مركزين عن تصنيف العام الماضي لترسيخ مكانته ككنز عالمي. في الشرق الأوسط ، لا تزال تحتل مكانتها #1 بين أكثر مناطق الجذب شهرة في المنطقة ، وهي شهادة على جاذبيتها وسحرها الذي لا مثيل لهما.

إلا أن ما يميز مسجد الشيخ زايد الكبير يتجاوز الجوائز والتصنيفات، فسرّ تألقه يكمن في قدرته على الجذب والإلهام. ففي العام الماضي، استقبل هذا المعلم المعماري المهيب ما يقارب 6.58 مليون زائر ومصلٍّ، بزيادة بلغت 20% مقارنة بأرقام عام 2023. وهذه الأعداد، وإن بدت إحصاءات، فإنها في جوهرها قصص انبهار ومعرفة وتواصل ثقافي.
ومع قدوم 81% من زواره من خارج الدولة، ولاسيما من الهند والصين وروسيا والولايات المتحدة، يؤدي المسجد دوراً محورياً في منظومة السياحة في أبوظبي، مستقبلاً ملايين الزوار الذين يسهمون في تنشيط اقتصاد الإمارة وتعزيز حضورها الثقافي عالمياً.
وفي هذا السياق، عملت إدارة المسجد على إعادة صياغة تجربة الزائر بروح ملؤها الشغف والرؤية. ويشير الدكتور يوسف العبيدلي، المدير العام لمركز جامع الشيخ زايد الكبير، إلى أن سرّ تألق المسجد عالمياً كوجهة لا بد من زيارتها يكمن في التطوير الاستراتيجي لخدمات الزوار والارتقاء بها.
وأضاف: “إن المكانة العالمية التي حققها جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي تعكس القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة. وهي نتيجة للخطة الاستراتيجية للمركز، والتي تركز على تعزيز الخدمات وتقديم تجارب استثنائية لضيوفه. يتوج هذا النجاح سلسلة متواصلة من المبادرات والخدمات المتميزة المقدمة على مدار العام. وشملت هذه الجهود تطوير البنية التحتية الثقافية والمادية، وتعزيز المرافق، والارتقاء بكفاءة الكوادر المتخصصة، وتمكين الشباب الإماراتي من خلال تأهيلهم لتقديم جولات ثقافية واستضافة زوار المسجد المتنوعين من خلال برامج متميزة تجسد الرسالة الحضارية للمسجد”. – د. يوسف العبيدلي
يُعد جامع الشيخ زايد الكبير كنزاً غنياً بالتجارب الفريدة، إذ يضم مركز الزوار، وسوق الجامع، ومساراً للجري يتميز بإطلالات خلابة. ويقدّم مركز جامع الشيخ زايد الكبير جولات ثقافية وتجارب تفاعلية بإشراف خبراء، تشمل جولات “لمحات غير مرئية” والجولات المسائية المتاحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
مع جهاز الدليل متعدد الوسائط ، يمكن للزوار أيضا الاستمتاع بجولات بـ 14 لغة، بما في ذلك لغة الإشارة. وباعتباره مركزا عالميا للحوار الثقافي، يجذب المتحف الشخصيات البارزة والزوار الدوليين (82٪ من ضيوفه)، مع خدمات ومرافق مبتكرة مثل قبة السلام ومكتبة الجامع والمعارض.
وباختصار، أصبح جامع الشيخ زايد الكبير أكثر من مجرد صرح ديني؛ إنه منارة حضارية تستقطب ملايين الزوار سنوياً، تدعوهم إلى الاكتشاف والتأمل والتواصل عبر الثقافات، في أجواء من السكينة والوقار.